Page 98 - web
P. 98
أخبار
رئيس المجلس الأعلى
واهتمت بشكل خاص بنشر وتغليب ثقافة التسامح والحوار، تم تحقيقه خلال هذا العهد الزاهر الذي نعيشه في
باعتبارها المدخل الأساسي للتصدي لمحاولات الإقصاء ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد
العزيز – حفظه الله – يمثل فصل ًا جديدًا من الاهتمام غير
والإكراه ومصادرة الحقوق. المسبوق بتعزيز هذه القيم الإنسانية ،لا سيما بعد إقرار
ومما يلفت النظر في النهج السعودي لدعم وتعزيز
ثقافة حقوق الإنسان أن جهودها لم تقتصر على رؤية المملكة .2030
مواطنيها فقط ،بل قدمت الدعم لكافة الدول العربية للتأكيد على تلك الحقيقة أشير إلى أن هذه الفترة شهدت
وللمؤسسات الحقوقية للاستفادة من تجربتها الكبيرة، إصدار 60قرارًا إصلاحي ًا تتناول حقوق الإنسان ،حيث انضمت
ولم تبخل في تعزيز دور لجنة الميثاق العربي لحقوق المملكة إلى كثير من العهود والمواثيق الإنسانية ،وو ّقعت
الإنسان ،والمحكمة العربية لحقوق الإنسان .كذلك لم على معظمها ،مع تحفظها على ما يتعارض مع الدين
الإسلامي وثوابت المجتمع ،وهو حق أقرته المنظمات
الدولية.
من المواثيق الدولية التي وقعت عليها السعودية ما
يتعلق بالقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري ،والتمييز
ضد المرأة ،واتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب
المعاملة أو العقوبة القاسية أو غير الإنسانية أو المهينة،
واتفاقية حقوق الطفل ،والبرتوكول الاختياري لاتفاقية
الطفل بشأن تجنيد الأطفال في النزاعات المسلحة،
والبروتوكول المتعلق بتجريم بيع الأطفال واستغلالهم،
واتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ،والميثاق العربي
لحقوق الإنسان ،كما قامت بإجراء تعديلات أساسية
استكملت النواقص في منظومتها التشريعية.
كما اهتمت السلطات المعنية بترسيخ هذه الحقوق
وسط كافة فئات الشعب وجعلها جزءًا أساسي ًا من ثقافته،
وزيادة وعي أفراده بحقوقهم وواجباتهم ،ولا أدل على
ذلك من إدراج مادة مبادئ القانون لطلاب المدارس ،وهو
ما يبشر – إن شاء الله -بإيجاد أجيال واعية بحقوق الإنسان
ومدركة لأهميتها ومش ّبعة بقيم الولاء للوطن والانتماء
للمجتمع ،بما يؤدي إلى احترام الكرامة الإنسانية ،والتعايش
والعمل المشترك لتحقيق الصالح العام.
هناك أيض ًا دور كبير تقوم به مؤسسات المجتمع المدني
التي باتت صاحبة الصوت الأعلى في ظل النظام العالمي
الجديد ،بسبب ارتباطها المباشر بالجمهور ،وقدرتها الفائقة
على الوصول السريع إلى كافة شرائح المجتمع .كما تبذل
كثير من الجامعات والمؤسسات التعليمية جهودًا مقدرة
بتقديم مناهج مرتبطة بحقوق الإنسان لترسيخها أكثر.
لم تكتف المملكة بسن القوانين التي تحفظ حقوق
الإنسان فقط ،بل أتبعت ذلك بحملات مكثفة وجهود
حثيثة لمحاربة كافة التصرفات التي تهدد تلك الحقوق،
98